هل حقا نستطيع ان نعتزل ما يؤذينا!

كثيرا ما نري ونسمع هذه المقولة ويري البعض انها صحيحة ولكن قد يكون مايؤذينا اوسع واكبر واعمق من قدرتنا علي اعتزاله فمن منا لا يجد ما يؤذيه من رفقاء عمله او اصحابه او حتي اهله.

واجد انه اكبر ما قد يلاقيه المرء ممن حوله هو الأذي النفسي فالبعض يتفنن في التنمر علي الغير بحجة ان هذا الامر مضحك او مسلي وهو يعرف جيدا ان هذا يؤذي مشاعر هذا الشخص .

وحتي في وسائل التواصل الاجتماعي صار هذا الامر شائع والكثير يتداولونه ، وصار البعض يستخدمون تنمر الآخرين عليهم كوسيلة للشهرة والتسلية فلا أدري كيف يضغط هؤلاء علي مشاعرهم من اجل حفنة من المال.

والبعض من الناس يستطيعون الرد علي مايؤذيهم بالكلام والآخر يتألم في صمت او يبتعد فتنقلب الآية عليه بحجه انه ليس لديه روح الدعابة او انه غير واثق في نفسه .

ومن منظور آخر أري انه من يقع عليه امر التنمر او الأذي يكون من أشخاص لديهم هشاشة نفسية او فرااغ داخلي لا يستطيعون لفت الانظار إليهم فيستخدمون حيل رخيصة لجذب الإنتباه ، او بسبب الغيرة والحقد الداخلي لديهم علي هذا الشخص ، وعدم قدرتهم علي تحصيل ما يستطيع هو ان يفعله .

للأسف يري هؤلاء السكوت ضعف ولكن في الحقيقة ما هو إلا نبل أخلاق من الشخص الآخر فلا يحب ان يوقع نفسه في الوحل مع الخنازير فهذا يسليهم وتتسخ ثيابه هو ، ومن الانحدار الأخلاقي الرد علي السفهاء .

والأمر الأكثر صعوبة هو حدوث هذا من اقرب الاقربون فهل فعلا نستطيع ان نعتزلهم ام نجعلهم في خانة آخري ونعاملهم بطريقة فظة او نتجاهلهم .

من افضل الطرق للتعامل مع هذا الأمر هو ان تشغل نفسك بما يهمك ويسعدك وتحيط نفسك بمن يرتاح لهم قلبك ولا تعطي للسفهاء بالا فالكلاب تعوي والقافلة تسير .