الـقـرصــنـة البحرية

تعريف القرصنة :

هي سرقة مرتكبة في البحر أو أحيانا علي الشاطئ من قبل عميل غير مدفوع من أي دولة أو حكومة وقد أصبحت القرصنة حديثا مصدر خطر داهم خاصة في سواحل الصومال التي تخضع خضوعا كاملا للقراصنة حيث تجرى ثلث عمليات القرصنة في العالم قرب سواحل الصومال وكانت أقرب الحالات الموثقة للقرصنة هي في القرن الرابع عشر قبل الميلاد عندما هاجم مجموعة من لصوص البحر الحضارات الواقعة علي بحر أيجة والبحر الأبيض المتوسط .

أصل التسمية :

كلمة قرصان هي كلمة معربة في القرون الوسطي عن اللاتينية الوسيطة cursarius وهي تعود بأصلها إلي الكلمة اللاتينية cursus أي المجرى والمسار من الفعل currere أي جرى 

والكلمة الإنجليزية pirate مشتقة من المصطلح اللاتيني pirateوالمعني الحرفي ل  peirates في اليونانية وهو الشخص الذي يهاجم  ولم يوحد إملاء هذه الكلمة حتي القرن الثامن عشر حيث كانت تكتبت (pyrat -pyrate -pirrot )

القرصنة عبر التاريخ :

1- القرصنة في العصور الإسلامية 

واجه النشاط الملاحي التجارى منذ أن إزدهرت العلاقات التجارية بين بلدان الحضارات القديمة كحضارة ما بين النهرين والحضارتين المصريه والفينيقية ومن بعد الاغريقية فالرومانية فالعربية واجه معضلة شديدة الضرر تمثلت ببروز قراصنة البحار واتساع  نشاطهم في اغلب البحور والمحيطات التي عرفها الانسان في  عصوره القديمه المتلاحقه فقد تكلمت بعض المصادر التاريخيه عن ظهور القراضنه واهمها ملمحه الاوديسة  للشاعر والمؤرخ والجغرافي الاغريقي هوميروس الذي عاش في القرن التاسع قبل الميلاد فقال انها هددت التحارة البحريه في شرقي البحر المتوسط بنوع خاص ومثله تحدث المؤرخ الاغريقي بليني  الذي عاش في القرن الاول من الميلادي في مؤلفه التاريخ الطبيعي عن القراصنه والقراصنه كذلك عالج الجغرافي سترابو في مؤلفه الجغرافيا موضوع القراصنة ونشاطاتهم  في البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر والمحيط الهندي في ايام الاغريق ومثلهما تحدث مؤلف مجهول في كتابه الطواف حول البحر الارثري عما تعرضت له السفن التجاريه من اخطار القراضنة اثناء رحلاتها من موانئ  مصر باتجاه الهند معددا بكثير من التفصيل المراكز والموانئ والسلع التي تعرضت للنهب علي ايدي لصوصى البحر.

  2- العصر الحالي

ظهر في الوقت المعاصر عنصر القراصنة الصوماليين‘ الذين تميزوا بالأستيلاء علي عدة سفن تجارية دولية.

كما يوجد قراصنة ماليزيون وانددونيسيون يهاجمون السفن ويأخذون مابها من أموال في مضيق ملقا الذي يقع بين أندونيسيا وماليزيا

العصر الذهبي للقراصنة :

العصر الذهبي للقراصنة هي تسمية شائعة للحقبة بين خمسينيات القرن السابع عشر وثلاثينيات القرن التاسع عشر‘ عندما لعبت القرصنة البحرية دورا مؤثرا في تواريخ الدول الكاريبية والمملكة المتحدة ودول المحيط الهندي وأمريكا الشمالية وغرب أفريقيا. 

وينقسم العصر الذهبي للقرصنة إلي ثلاثة أقسام :-

1- حقبة قراصنة البحر الكاريبي (للفترة من 1650 إلي 1682)‘ والتي تميزت بهجوم البحارة الإنجليز والفرنسيين في جامايكا وجزيرة السلاحف علي المستعمرات الإسبانية‘ والملاحة في البحر الكاريبي والجزء الشرقي من المحيط الهادئ.

2- حقبة جولة القراصنة (خلال تسعينيات القرن السابع عشر)‘ والتي تميزت برحلات بحرية ذات مسافات طويلة منطلقة من الأمريكتين لسرقة أهداف تابعة لكل من المسلمين وشركة الهند الشرقية في المحيط الهندي والبحر الأحمر.

3- حقبة مابعد الخلافة الإسبانية (للفترة من 1716 إلي 1726)‘ والتي أصبح فيها البحارة الأمريكيون الإنجليز والقراصنة المفوضون عاطلين عن العمل بعدما وضعت حرب الخلافة الإسبانية أوزارها مما دفعهم للانخراط بصورة جماعية في أعمال القرصنة في الكاريبي والمحيط الهندي والساحل الشرقي لأمريكا الشمالية وساحل غرب أفريقيا.

دور التخطيط الإستراتيجي في مواجهة القرصنة :

1- الإبحار بتشكيل قوافل 

يمكن تنظيم عبور المنطقة المعرضة للخطر والتي يتواجد فيها القراصنة بالإبحار في تشكيل قطيع قوافل تحت حراسة سفن حربية لضمان السلامة والأمن. 

2- تنظيم مراقبة دورية لمناطق البحار والسواحل  

ومن خلال ذلك تستطيع الدولة حماية وتأمين السفن من القراصنة من خلال تطبيق هذه المراقبة بصورة دائمة ومكثفة.

3- تطبيق القانون البحرى الدولي لمعاقبة أعمال القرصنة 

تفعيل القانون البحرى الدولي لمكافحة القرصنة والعمليات الإرهابية لمنع انتشار وتطور هذه الظاهرة إلي أزمة تتقاطع فيها مصالح سياسة العنف وإجرام المافيا الاقليمية الدولية والبحرية.

توصيات هامة للتقليل من القرصنة : 

1.إجراء دراسات استراتيجية حول النتائج الإيجابية المتوقعة لعملية عاصفة الحزم في حماية الأمن القومي. 

2.إعداد قوة بحرية دولية مشتركة لمراقبة المنطقة البحرية بين بحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأحمر. 

3.إجراء الدراسات والبحوث الاستراتيجية حول قضايا القرصنة في جنوب البحر الأحمر. 

4.تطبيق القانون الدولي فيما يخص إتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وإحالة المخالفين ممن يقومون بعمليات القرصنة البحرية للمحاكمة ومصادرة كافة الوسائل والأسلحة والمعدات التي بجوزتهم.

5.تعزيز التعاون بين الدول العربية لمكافحة جريمتي القرصنة البحرية والسطو المسلح وتوثيق التعاون بين الدول.