السادت والإنتخابات الرئاسية فى مصر 2024.

محمد أنور السادات والإنتخابات الرئاسية فى مصر 2024.
كتب / حسام السندنهورى
كلما إقترب عام 2024م، كلما زاد الحديث عن الإنتخابات
الرئاسية فى مصر، وتناسى غالبية المصريون أن الرئيس السيسى هو رئيس إستثنائى،
بمعنى أنه ليس رئيس تقليدى، يأتى بالصندوق ويذهب به أيضا.
وما دفعنى إلى الكتابة حول موضوع الإنتخابات الرئاسية فى
مصر، هو السيد/محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية فى مصر، حيث أصدر
بيانين حول الإنتخابات الرئاسية فى مصر ونشرهما على موقع الحزب وصفحة الحزب على
الفيس بوك وتحدث فيهما عن طموحاته كمواطن أولًا و كرئيس حزب ثانيًا عن الإنتخابات
الرئاسية 2024م، فهكذا رأيت البيانين.
المهم هنا أن قنوات المعارضة بالخارج وقنوات الإخوان
الفضائية، نشرت فقرات من البيانين خصوصًا البيان الثانى، على طريقة لا تقربوا
الصلاة، ولم يكملون باقى البيان، حيث تم إقتطاع فقرات من البيان دون إذاعته كاملًا
كما هو من المفترض أن يكون.
ونعود لنقول أن الرئيس السيسى رئيس إستثنائى يجب أن يبقى
فى السلطة أطول فترة ممكنه، مع عمل الإصلاحات السياسية فى عهده، لتكون مصر وشعبها
جاهزان لدخول عالم الديمقراطية من أوسع أبوابها، وما قاله السادات هو عن الرئيس
القادم فيما بعد السيسى الذى يجب أن يبقى فى الحكم أطول فترة ممكنه إن لم يكن طوال
حياته.
فعلى سبيل المثال، أذاعت إحدى قنوات المعارضة بالخارج
جزء من البيان، تقول فيه على لسان السادات:- " إن مصر تحتاج إلى رئيس يمكن
محاسبته ".
ولكم ما جاء فى البيان نصه كالتالى:- " فهل حان
الوقت لكى يكون لدينا رئيس يمكن سؤاله ومحاسبته عما يفعل؟."
فالسادات يتساءل " هل حان الوقت ؟ "
والإجابة يا سيد /السادات:- هى أنه لم يحن الوقت لذلك
بعد قبل أن يكون هناك إصلاح سياسى أولًا ومشاركة شعبية فى الحياة السياسية وتنشيط
المؤسسات السياسية فى مصر، وكل هذا إن لم يتم فى عهد الرئيس السيسى، فصدقونى لن
يحدث أبدًا وسيتم المتاجرة السياسية بالاصلاح السياسى فى أى نظام قادم بعد السيسى،
مهما كان هذا النظام يدعى الديمقراطية والإصلاح.
لأن أى نظام يهمه فى المقام الأول البقاء فى السلطة،
والإصلاح السياسى يهدد إستمرارية أى نظام فى السلطة، ماعدا نظام السيسى الذى يقوم
بالبناء و التنمية لوجه الله والوطن ويتبقى الإصلاح السياسى الذى يجب أن يكون على
أجندة النظام السياسى الحالى بقيادة الرئيس السيسى فى المرحلة القادمة من فترة
رئاسته.
فإذا أراد الرئيس السيسى أن يحافظ على إنجازاته
تاريخيًا، وأن يدخل التاريخ حقًا من أوسع أبوابه، فعليه فى الفترة القادمة من
رئاسته أن يقوم بعمل الإصلاح السياسى فى مصر، وذلك لضمان إستقرار الدولة المصرية،
وحتى يخلد التاريخ إسم السيسى ويكتبه بحروف من نور.
فيايها الرئيس السيسى، ليكن فترة رئاستك القادمة هى فترة
الإصلاح السياسى الداخلى، مثل تنشيط الأحزاب والحياة البرلمانية والمجالس المحلية،
وتنشيط الصحافة وإعطاؤها المزيد من الحريات خصوصًا للصحف المستقلة والحزبية، وعلى
سبيل المثال يكفى لإنشاء الأحزاب و الصحف أن يكونا بالإخطار مع وجود مقر و لائحة
وأعضاء لتأسيس الحزب لا يتعدون العشرة أفراد.
إننى هنا أقتبس كلمة من بيان السادات تنطبق على الرئيس
القادم بعد فترة حكم الرئيس السيسى التى يجب أن تطول أكبر فترة ممكنه كما سبق وأن
أشرنا حيث يقول السادات:- " الرئيس القادم يجب أن يعلم أنه ليس وحده من يملك
الحقيقة( وكأن ) لدينا مؤسسات إسمية كما لم يعد هذا زمن الرئيس البطل أو الزعيم
صاحب الكاريزما. إنما تحتاج مصر إلى رئيس يؤمن بمشاركة الشعب من خلال مجالسه
النيابية والمحلية المنتخبة ومؤسساته المستقلة حتى يعايشهم آمالهم وأولوياتهم من
خلال هذا الفصل والتوازن بين السلطات ".
فأعتقد أن كلمات السيد / السادات هى دستور لرئيس مصر
القادم فيما بعد الرئيس السيسى، كما أعتقد أن هذا ما سيحدث فيما بعد السيسى.
نحن نقدر تعاونك
من فضلك اختر نوع التجاوز
شاهد ايضا
اكتب تعليق