في احدى خرجات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن الخطابية , اثر الهجومات التي استهدفت نيويورك و واشنطن قال " .. سنواجه حربا صليبية .." ثم اعتبر هذا الكلام زلة لسان لا اكثر , ذكرتني هذه المقولة بمقال للشيخ محمد الغزالي رحمه الله بعنوان " مع الصليبية الحديثة " تناول فيه الخطوط الرئيسية لوصايا لويس التاسع في تطوير الحرب الصليبية في كتاب " الغرب و الشرق " للمؤرخ رينيه جروسيه , النقاط التي اعتمد عليها لويس التاسع في تخطيطه

1-تحويل الحملات الصليبية العسكرية الى حملات صليبية سلمية تستهدف ذات الغرض بينهم الا من حيث نوع السلاح المستخدم في المعركة 

2-تجنيد المبشرين العرب في معركة سامية لمحاربة تعاليم الاسلام و وقف انتشاره ثم القضاء عليه معنويا 

3-العمل على استخدام مسيحيي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب 

4-العمل على انشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق العربي يتخذها الغرب نقطة ارتكازية و مركزا لقواته الحربية و لدعوته السياسية و الدينية 

ان هذا المخطط المدروس على مدى قرون قد وجد المجال مفتوحا لتطبيقه في العالم العربي و الاسلامي 

الوصية الاولى : اشعال نار الفتنة داخليا و خارجيا و اجهاض كل محاولة للاتفاق العربي و الاسلامي و هذه بعض الامثلة ./ 

تحطيم الخلافة العثمانية و استبدالها بتركيا العلمانية  

اندونيسيا اكبر بلد اسلامي يعاني الانقسامات الداخلية و ظهور الحركات الانفصالية ذات البعد العرقي  استدعى الحماية الدولية لتيمور الشرقية 

الخلاف القائم بين باكستان و الهند  و تعميق النزعات العرقية في اقليم كشمير 

مشكلة الصحراء الغربية و الخلاف الجزائري المغربي  و انهيار حلم الاتحاد المغاربي  الذي يشكل خطرا على المصالح الفرنسية 

اعتبار كل منظمة اسلامية تحررية كانت او اجتماعية ارهابية  ضروري مكافحتها و في هذا تسهيل لعمل الحركات التنصيرية لنشر معتقداتهم 

الوصية الثانية والثالثة : استخدام المسيحيين العرب لخدمة السياسة الصليبية التنصيرية  و فعلا قد تحقق ذلك في الجزائر  وما تقوم به حرة الماك المتطرفة في منطقة القبئل  , الامر لا يختلف في المشرق العربي لاسيما في مصر و لبنان و سوريا و حتى في دول الخليج بعد موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني 

توجد اكثر من 3400محطة اذاعية و تلفزيونية و تظيف اكثر من 50 الف شخص لنشر المسيحية عبر الوسائط الاجتماعية بميزانية قدرها 200 مليون دولار 

الوصية الرابعة :تكثيف القواعد العسكرية الغربية في العالم الاسلامي و العربي بغرض الحماية فكان انتشار القواعد الامريكية  في تركيا اكبر قاعدة لحلف الناتو  و استخدمت لضرب العراق و التدخل في افغنستان و التدخل المباشر في سوريا .. و حاليا يتم الضغط على الجزائر لفتح ارضيها لاقامة قواعد عسكرية امريكية 

ان ما خططه و ما تمناه لويس التاسع  حققه جورج بوش الابن و مازالت سياسة بوش مستمرة  فهي حرب صليبية  يتم التحضير لمعركتها الاخيرة  .. فهي ابدا لم تكن زلة لسان