توازن حامضية الجسم طريقك لصحة أفضل

2021-10-24 18:20:28 صحة ...











 



تشير
درجة الحامضية 
pH أو نسبة الهيدروجين (الرقم الهيدروجيني) إلى قياس تركيز أيون
الهيدروجين في المادة، ويتراوح مقياس الحامضية على تدريج من 1 إلي 14، ونقطة
المنتصف المحايدة بين الحامضية والقلوية هي 7.



وعندما
يكون الرقم الهيدروجيني أقل من 7، فهذا يشير إلى زيادة الحامضية، بينما يشير إلى
زيادة القاعدية أو القلوية عندما يكون أكبر من 7، والرقم الهيدروجيني المثالي
للجسم البشري يقع بين 7.3 إلي 7.45، وهو قلوي قليلا، لذا فإن الأمر المهم لعودة
الحيوية إلى الجسم، كما يرى خبراء التغذية، هو التغلب على حامضية الجسم، وجذبه
تدريجيا لكي يصبح أكثر قلوية، لأنه المفتاح لتحقيق التوازن بين جميع الأنظمة الأخرى
داخل الجسم.



وتقوم
أجسامنا بتنظيم مستويات الحامضية 
pH للحفاظ على صحة
الأعضاء الحيوية والأنواع المختلفة من الخلايا، كما يحافظ الدم البشري على مقياس
مستقر له عند 7.4، فالتذبذب في درجة حامضية الجسم يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة،
فالإنزيمات تتطلب مستوي محدد من الحامضية لكي تعمل بكفاءة، فالزيادة أو النقصان في
درجة الحامضية تفسد الإنزيمات، وتعطل عمليات التمثيل الغذائي الهامة، كما تؤثر
بالسلب على جميع عمليات الجسم الحيوية.



 



التوازن
المحير بين الحامضية والقلوية..



قد
يتطور الأمر، عندما يصاب الجسم بمستوى عالي من الحموضة، إلى حالة الحماض 
Acidosis، والتي تشمل أعراضه الأرق والصداع والتأوه المتكرر، واحتباس
المياه داخل الجسم، وانخفاض ضغط الدم، والتبرز كريه الرائحة، وصعوبة البلع، وظهور
البثور على اللسان، وحساسية الأسنان، وانخفاض درجة حرارة الجسم، والتهابات المعدة،
وجفاف الجلد، وهشاشة الأظافر.



ويحدث
الحماض بسبب التناول المفرط للمشروبات الغازية، والكافيين والكحوليات والدهون داخل
الوجبات السريعة والطعام الجاهز، واللحوم الحمراء، والحبوب والألبان ومعظم
المكسرات، عدا البندق، والتي تكون شديدة الحامضية.



ويمكن
قياس حامضية الجسم عن طريق قياس حموضة الدم، التي تعكس إلى حد كبير حالة الجسم
بالكامل، وذلك باستخدام أشرطة 
strips خاصة
تباع لدى الصيدليات ومتاجر الأنظمة الغذائية المتخصصة.



وتؤثر
الحامضية تأثيرا بالغا في جميع الأجهزة الحيوية داخل الجسم، ففي الجهاز الهضمي،
فإن معظم الاضطرابات، مثل عسر الهضم والغثيان والانتفاخ وارتجاع المعدة تعود إلى
الحمض الزائد في منطقة المعدة، وعدم كفاية المعادن القلوية في الأمعاء، كما يصاب
البنكرياس بالإرهاق، ما يؤدي إلى زيادة ارتباك الجهاز الهضمي والتهابه.



كذلك
فإن الحامضية الزائدة هي سبب رئيس لأمراض القلب، فمن المعروف أن الكثير من الدهون
الحميدة تكون ضرورية لصحة القلب والأوعية الدموية، فهي تساعد في شفاء الالتهابات
المسببة لتصلب الشرايين، وتصاب الشرايين بالتجلطات نتيجة البيئة الحمضية الداخلية
التي يقوم الجسم على إثرها بترتيب اللويحات الدهنية بالأوعية الدموية لمنع حدوث
تسريب دموي يهدد الحياة، ويؤدي ذلك في النهاية إلى إرهاق القلب بسبب ضيق تدفق مسار
الدم ليصل الأمر في النهاية إلى ما يعرف بالأزمة القلبية.



أما
في نظام المناعة، فإن البيئات الحامضية تمثل مرتعا خصبا لمسببات الأمراض
اللاهوائية 
anaerobic pathogens، في
حين أن المستويات العالية من الهيدروجين داخل سوائل الجسم تبقي البكتيريا الضارة
غير نشطة، لذلك فإن نشاط البكتيريا الضارة والعوامل المسببة للمرض تتوقف على نسبة
الحموضة الخليوية 
cellular
pH
.



ولذلك
يرى بعض المتخصصين أن النظرية الجرثومية هي نظرة ضيقة الأفق اعتمدتها المؤسسة
الطبية الحديثة، والتي تعتمد على علاج المرض عبر الأدوية أو الجراحة أو الإشعاع،
ويرونها غير فعالة، لأنها تعمل ضد قدرة الجسم على الشفاء الذاتي، وتفشل في علاج
السبب الكامن وراء المرض وعلاج الأعراض المرضية فقط.



في
الجهاز التنفسي، عندما تزداد حامضية الأنسجة والأعضاء، يحدث خنق لانتقال الأكسجين،
مما يعني اختناق الخلايا وعدم تنفسها بشكل سليم، فكل خلية داخل الجسم تحتاج إلى
تنفس الأكسجين الطازج، والتخلص من ثاني أكسيد الكربون الحامضي، لكي تعمل بشكل سليم.



وعندما
تزداد نسبة الحامضية يتراكم المخاط والالتهابات والفيروسات الحامضية داخل الرئتين،
الأمر الذي يسبب نزلات البرد والتهابات القصبة الهوائية، والربو، وغيرها من أمراض
الجهاز التنفسي.



أيضا
يرتبط التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام بعدم توازن وتراكم الترسبات
الحمضية في المفاصل والمعصمين، حيث يترسب حمض اليوريك في صورة بللورية في القدمين
واليدين والركبتين والظهر، وتؤدي تلك الترسبات إلى تآكل الغضاريف مسببة حالة من
جفاف والتهاب وانتفاخ المفاصل.



كما
تحدث التهابات الجلد أو البشرة، وتظهر القروح والطفح الجلدي كالبثور، عندما يضطرب
توازن الحامضية في الجسم، حيث يصبح الجلد أقل قدرة على أداء عمله كحاجز طبيعي ضد
العدوى.



كذلك
تضعف الحموضة الجهاز العصبي من خلال حرمان خلاياه من الطاقة، ويعرف ذلك بعوز
الطاقة العصبية 
enervation، ويؤثر ذلك بالضعف علي الحالة الجسدية والعقلية والحسية العامة
للجسم.



وفي
الجهاز البولي، تقوم الكليتين بتنقية الدم من السموم، وعند زيادة حامضية الدم يقوم
الجسم بسحب المعادن القلوية من العظام وضخها في الدم لموازنة حامضيته، وبمرور
الوقت تتراكم المعادن في الكلي على شكل حصوات مؤلمة.



وعندما
تزداد الحموضة في خلايا العضلات، فإن ذلك يعوق تكسير الجلوكوز والأكسجين خلال
عملية التمثيل الغذائي وتحويلهما إلى طاقة، مما يعني أداء ضعيفا للعضلات في تلك
البيئة الحمضية.



من
ناحية أخري فإن الوسط القلوي يسمح بشكل أفضل بعمليات التمثيل الغذائي، وتوفير
الطاقة للجسم خاصة خلال ممارسة التمرينات الرياضية، ويمكن الاستدلال ببساطة على
زيادة الوسط الحمضي لخلايا العضلات للأشخاص الذين يلهثون أثناء التنفس في محاولة
لاستنشاق كميات كبيرة من الهواء خلال أدائهم لمجهود بسيط، مثل المشي أو الحديث، ما
يدل على أن الجسم يجد صعوبة في توفير الأكسجين بصورة كافية إلى الخلايا، وهو عرض
من أعراض الحماض 
Acidosis.



ويري
العديد من خبراء الصحة أن الحامضية الزائدة تسبب إضطرابات عديدة في الصحة
الإنجابية للمصابين بها، مثل تقليل الإثارة الجنسية لدى الذكور والإناث، وتقليل الاستمتاع
الجنسي، لا سيما لدى الإناث، وتقليل الخصوبة وزيادة الميل إلى الإجهاض، بالإضافة
إلى أمراض أخرى، مثل تكون المياه الزرقاء (إعتام عدسة العين)، وهشاشة العظام،
والنقرس، والسرطان، والصداع النصفي، والإمساك، والغثيان الصباحي، والسكتة
الدماغية، والحساسية، والسكري، والسمنة.



إذا
كان الجسم حامضيا، فإنه يجب تناول المزيد من الأطعمة القلوية للمساعدة في تحقيق
بعض من التوازن المطلوب، وتشمل الأطعمة القلوية الأفوكادو، والتين، والعسل،
والذرة، والزبيب، وجوز الهند، والفواكه والخضروات الطازجة، ومنتجات الصويا.



كما
يجب كذلك الامتناع عن تناول السكريات المصنعة، وتناول الفاكهة باعتدال كبديل عنها،
وتناول عصائر الخضروات الطازجة بدون أي إضافات صباحا، وتجنب الدهون واستبدالها
بزيت جوز الهند، والتوقف عن استخدام الصابون التجاري والشامبو ومزيلات العرق
والكريمات ومعاجين الأسنان وغسول الفم، ليس فقط لأنها تمثل حملا كيميائيا يزيد من
حامضية الجسم، لكنها تؤثر على وظائف الجسم الطبيعية مثل التعرق الذي يساعد على
القضاء على الحامض، ما يجعل الحامض يندفع مرة أخرى إلى الغدد الليمفاوية، مما يضعف
الجهاز المناعي.



كما
تلعب حمامات الشمس الصباحية يوميا دورا هاما في الحفاظ على توازن حامضية الجسم،
خاصة إذا تم الإستحمام قبل وبعد حمام الشمس لتطهير الجسم من السموم الثقيلة، وكي
ندلل علي أهمية حدوث مثل هذا التوازن لحامضية الجسم، يجب التنبيه بأن زيادة قلوية
الجسم قد تتسبب في الإصابة بالمرض النقيض للحماض، وهو القلاء 
Alkalosis، الذي
يمكن أن يسبب الغيبوبة والوفاة، وفي تلك الحالة يجب إعادة التوازن من خلال تناول
الأطعمة الحامضية كالقهوة والشاي والكحوليات واللحوم والبيض والبقوليات ومنتجات
دقيق الشوفان ومخللات الملفوف والخل.


















نحن نقدر تعاونك
من فضلك اختر نوع التجاوز




شاهد ايضا




التعليقات

  • اكتب تعليق




مواضيع جديده



افضل 30 كاتب هذا الاسبوع

اكثر المواضيع مشاهدة علي الاطلاق