مصر ترفع الستار وتعلن عن كشف أثري يكشف بعض أسرار التحنيط في سقاره
2020-05-03 17:27:18 منوعات ...


مصر ترفع الستار وتعلن عن كشف أثري يكشف بعض أسرار التحنيط في سقاره
مصر.. اكتشافات جديدة ترفع الستار عن بعض أسرار التحنيط في سقارة (صور)
وصرح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، اليوم الأحد، بأن البعثة كشفت أثناء استئناف أعمال الحفائر الخاصة بها بورشة التحنيط والآبار الملحقة بها من الأسرة السادسة والعشرين (664-525 ق.م)، في سقارة، عن حجرة دفن جديدة، كما استطاعت كشف النقاب عن النتائج الأولية للدراسات والتحاليل الكيميائية لزيوت ومواد التحنيط المكتشفة بالورشة
وأوضح وزيري أن حجرة الدفن المكتشفة حديثا وجدت بأحد هذه الآبار، الذي يقع على عمق 30م وكانت مجاورة لخمس حجرات دفن أخرى تم الكشف عنها في العام 2018
من جهته، أشار رئيس البعثة، رمضان بدري حسين، إلى أنه أثناء أعمال تنظيف وتسجيل الحجرات الخمس عثرت البعثة على جدار حجري أخفى خلفه حجرة دفن سادسة عُثر بها على أربعة توابيت خشبية في حالة سيئة من الحفظ، أهمها تابوت لامرأة تُدعى "ديدي باستت"، دُفنت ومعها ستة أواني كانوبية من الألبستر، على عكس عادة المصريين القدماء الذين كانوا يقومون بتحنيط الرئتين والمعدة (أو الطحال) والأمعاء والكبد ويحفظونها في أربعة أواني كانوبية يحميها أربعة آلهة يعرفون بـ "أبناء الإله حورس" الأربعة. وعليه يؤكد البدري أن الأواني الكانوبية الست الخاصة بديدي باستت تعد كشفا فريدا من نوعه.
كما أشارت القراءات الأولية لصور الأشعة المقطعية (CT Scan) التي أجرتها البعثة على الإناءين الإضافيين، إلى أنهما يحتويان على أنسجة بشرية، ومن المرجح أن يكون جثمان ديدي باستت أُجريت له عملية تحنيط خاصة تم خلالها الاحتفاظ بأحشائها في ست أوان على غير عادة المصريين القدماء
واستطرد رئيس البعثة قائلا إن دراسة نصوص التوابيت الحجرية والخشبية بحجرات الدفن الستة أسفرت عن نتائج هامة، منها أن غالبية التوابيت لكهنة وكاهنات إلهة على هيئة الثعبان، تُدعى نيوت شاس وكانت من الآلهة الثانوية خلال عصر الدولة الحديثة، إلا أن هذه النصوص تشير إلى ارتقاء مكانتها وانتشار عبادتها في الأسرة السادسة والعشرين وربما كان لها معبد في منطقة منف عاصمة مصر الإدارية وجبانتها سقارة. ومن بين كهنة نيوت شاس كاهنة تدعى إيبوت وكاهن يدعى تشانيميت، دُفنا في نفس الحجرة ويبدو أنهما من المهاجرين المتمصرين، حيث أن اسمهما يعتبران من الأسماء الخاصة بمجتمع الليبيين المهاجرين الذين نزحوا إلى مصر وكونوا الأسرة الثانية والعشرين (943-716 ق.م). واستمرت أجيال المهاجرين الليبيين تمثل عنصرا من عناصر المجتمع المصري الذي تميز بتنوعه الثقافي.
وقامت البعثة أيضا بدراسة نقاء مادة الفضة المصنوع منها القناع الفضي المذهب الذي اُكتشف في عام 2018 وصنفته مجلة Archaeology Magazine الأمريكية كأحد أهم عشرة اكتشافات أثرية لذات العام.
وانتهت الدراسات إلى أن نقاء مادة الفضة به يبلغ 99.7%، وهي درجة نقاء عالية جدا تنم عن ثراء صاحبة القناع التي شغلت وظيفة كاهنة الإلهة نيوت شاس. والجدير بالذكر أن هذا القناع من المكتشفات النادرة فهو الثالث من نوعه حيث عُثِرَ على قناعين آخرين في العامين 1902 و1939.
كما أشارت النتائج الأولية للتحاليل الكيميائية التي أجريت لبقايا مواد التحنيط العالقة بالأواني الفخارية المكتشفة بورشة التحنيط على يد الأثريين والكيميائيين من جامعة توبنغن وجامعة ميونخ الألمانيتين والمركز القومي للبحوث بالقاهرة، إلى قائمة من الزيوت والأصماغ النباتية ومواد أخرى منها مادة القطران وزيت وصمغ خشب الأرز وصمغ شجرة الفستق وشمع وعسل النحل ودهون حيوانية وزيت الزيتون وزيت العرعر ونباتات أخرى. ويعكف الفريق على كتابة التقرير النهائي تمهيدا لنشره علميا.
وأكد بدري حسين أن كشف ورشة التحنيط والمقابر الملحقة يلقي الضوء على جانب مهم من عملية التحنيط، ألا وهو بعده الاقتصادي، فالتحنيط في جوهره معاملة تجارية بين شخص ما ومحنط. فالمحنط في الأساس هو مهني وكاهن ورجل أعمال، علما أن المجتمع المصري كان به فئة من الكهنة والمحنطين الذين أبرموا عقودا مع أفراد، تلقوا من خلالها مبالغ مالية وعينية مقابل الإشراف على ترتيبات الجنازة، ومنها القيام بعملية التحنيط وشراء مستلزماته وكذلك تدبير المقبرة والتابوت وكافة الأدوات الجنزية.
نحن نقدر تعاونك
من فضلك اختر نوع التجاوز
شاهد ايضا
اكتب تعليق