آسفي،أحسن مدينة مظلومة في العالم

2020-02-09 16:40:59 منوعات ...














 

ما يحدث لووهان الصينية هاته الأيام، يحدث لآسفي الغارقة في القدم منذ مدة؛ فهي معزولة وشبابها يغادرها نحو المركز حيث فرص العمل، لا لشيء سوى لأن الشائعات قتلتها.

يقولون أنها عاصمة التلوث، ويقتاتون من وراء هاته الإشاعة، في الوقت الذي خرجت فيه منظمة الصحة العالمية بدراسة أتثبت أن آسفي الأقل تلوثا مقارنة مع بنسليمان، البيضاء، طنجة ومراكش... وأوصت المنظمة هاته وخمس  مدن مغربية أخرى أن تحدوا حدو آسفي وتخفض من تلوث الهواء.



حتى اكتشاف أقدم إنسان بالإقليم، والذي أعاد كتابة تاريخ البشرية من جديد، ودفع علماء الحفريات والأركيولوجيا في العالم للتهافت وتصويب أبحاثهم نحو هاته الأرض؛ لم يتم استغلالها في حينها من أجل الترويج للمنطقة سياحيا، وجلب الزوار والعملة الصعبة وكذا تحريك الاقتصاد.

في مجال كرة القدم، فريق المدينة الذي وصل إلى نهائي كأس العرش مع الدميعي قبل أربع سنوات، كان قد تحصل على لقب العصبة قبل الاستقلال؛ في الوقت الذي يحمل فيه الجميع لافتة "زيرو لقب" وتتردد على لسان الخصوم. كما خلقت المدينة لاعبا سطع نجمه كهداف للدوري الأول لسنوات متتالية، ثم كهداف لدوريات أخرى، والآن كهداف للعالم.



بثروة سمكية هائلة، بمآثر فريدة، بأول مسجد مغربي، بمتاحف غنية، بكنائس متعددة، بمدينة عتيقة تتيه في أزقتها، بأمواج رأس الأفعى التي تُسيل لُعاب محبي الركمجة، بأكلها الشهي الذي يحملك لعالم آخر، وطيبة أهاليها التي تجعلك تدهش. كل ذلك وأكثر اجتمع في آسفي، وتفرق في مدن أخرى تعيش ازدهارا اقتصاديا. السائح الأجنبي عامة حينما يختار المملكة المغربية لزيارتها، لا يتصور الملاهي الليلية ولا يطمع في الفنادق المصنفة، بل في مدن تعيد الزمن إلى الوراء، ليعيش عبق التاريخ في أزقتها وبين جدرانها.

 

الشماعة التي عُلقت عليها آسفي في سبعينيات القرن الماضي، والتي تتفنن في قتلها كل يوم تتمثل في سمية هوائها، وهي المرجع الأول المتسبب في ترك المدينة بعيدة عن الخطط السياحية، وكذا الاستثمارات الداخلية والخارجية، مما ينتج عنه تبعا لذلك البطالة ثم مطبات أخرى لا تحمد عُقباها؛ فقط لأن الدعـــاية أسوء من القنبلة الذرية.


















نحن نقدر تعاونك
من فضلك اختر نوع التجاوز




شاهد ايضا




التعليقات

  • اكتب تعليق




مواضيع جديده



افضل 30 كاتب هذا الاسبوع

اكثر المواضيع مشاهدة علي الاطلاق